هل عطاء الله للإنسان هو الإكرام ؟
اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -
كل نعم الله وكل الحظوظ في الدنيا ..
وكل الخصائص التي منحت للإنسان
ليست نعمة .. وليست نقمة ..
إنما هي ابتلاء .. يُقَيَّمُ في ضوء التعامل معه ..
المال نعمة .. إن أُنفِقَ في طاعة الله ..
والمال نقمة .. إن أُنفق في معصية الله ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا حَسَدَ إلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَ آنَاءَ النَّهَارْ، وَ رَجُلٌ آتاهُ اللهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ الليْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ»
إذاً .. عطاء الله ليس إكراماً ، ومنعهُ ليس حرمانا
بل عطاؤه ابتلاء .. وحرمانه دواء ..
جائزة نوبل
ترك مخترع الديناميت والكيميائي السويدي ( ألفريد بيرهارد نوبل ) جزءا كبيرا من ثروته بعد وفاته في العشر من ديسمبر عام 1896م لإحدى المؤسسات حتى تقدم جائزة سنوية للأشخاص الذين يقومون بأعمال مميزة في مجالات العلوم والأدب والسلام ..
وقد قدمت أول جائزة نوبل في العاشر من ديسمبر 1901 م في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية، حيث كانت هناك ستة تصنيفات للجائزة وهي الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، الاقتصاد، والسلام .
وبالإضافة إلى التكريم المعنوي، يتم إهداء الحاصلين على جائزة نوبل جائزة مالية قدرها مليون يورو، لمساعدتهم في إكمال أبحاثهم ودراساتهم دون القلق بشأن مدخولهم المادي .
يقام حفل توزيع جوائز نوبل في العاشر من ديسمبر من كل عام تخليدا لذكرى وفاة ( ألفريد بيرهارد نوبل ) .
تقدم جائزة نوبل أي جي لتلك الدراسات التي يضحك الناس عند سماعها لأول مرة، ثم يبدأون بالتفكير بها ! حيث أسست جامعة هارفرد الأمريكية هذه الفكرة في العام 1991م وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا .
اختر الجاذب المناسب
الجواذب من حولنا اليوم والتي تأخذ الاهتمام والوقت معا، كثيرة بل تزيد ولا تقل، وخاصة مع سرعة وتيرة الحياة .. خذ مثالا على ذلك عالم الإنترنت وما فيه من مسالك ومتاهات، أو عالم السيارات بالنسبة للشباب، أو عالم الزينة والجمال للبنات والنساء، أو عالم الفراغ وما يحدث للناس مما لا يتوقعونه أو يرغبونه، أو عالم المال والتجارة أو السفر، أو التنافس على الكراسي والمناصب وغيرها كثير كثير .
كل تلك الجواذب عمرها قصير مهما بدت قوية ومؤثرة وكلها إلى زوال، ولا شك في ذلك. لكن كم منا من يتفهم تلك الحقائق أو يتبصر فيها ويتأملها ؟ كم واحد منا يستشعر قصر أعمار تلك الجواذب وأنها لن تبقى معنا، وبالتالي يعد نفسه لكيلا يطيل الأمل معها ؟ كم منا من تأمل وتوصل إلى أن ما سيبقى لأحدنا، لن تكون من تلك الجواذب المادية منها أو الافتراضية، بل تلك المتكونة من دم ولحم وعصب وعظم، لتتشكل في النهاية لتكون إنسانا لا غيره .
نظرا لأهمية هذه الحقيقة التي يغفلها الكثيرون أو يتغافلونها، تأتي مسألة اختيار الصاحب والصديق من المسائل العظيمة في حياة كل منا، مسألة لابد أن نوليها جل الاهتمام والرعاية . إذ حين تلوح في الأفق مؤشرات على قرب ظهور ذلك الصاحب المرغوب، لابد حينها أن نعمل على تهيئة كل ما يمكن أن يوثق العرى، ويعزز العلاقة معه إلى درجة العض بالنواجذ على العلاقة وعدم التفريط بها، لأنها إن بدأت بشكل صحيح فستبقى إلى النهاية، بل إنها التي تبقى للإنسان حين تذهب عنه كل ما كانت تجذبه إليها أو هو ينجذب إليها من تلك التي ذكرناها آنفا .
ليكن صديقا صدوقا صادق الوعد، ولو كان وحيدا، ولا يمنع أن تزيد إلى اثنين أو ثلاثة ولكن لا تبالغ، فإن كنت اجتماعيا، محبا للتعرف إلى الآخرين، يمكنك أن تزيد معارفك لا أصدقاءك ، فالنوعية الأولى سهل جمعها، فيما الثانية أصعب مما تتصور .
اجلس مع نفسك وابدأ في حصر معارفك وأصدقائك، وابدأ بعصف ذهني تفرزهم على إثره فإن ظهر لك أصدقاء، وسيكونون قلة لا شك، فاحرص عليهم، ولا يمنع تصنيفهم من أجل أن تصل إلى الصديق الصدوق أو الصديق رقم واحد، أو الثلاثة الأوائل في قائمة الأصدقاء والمعارف .. احرص عليه وعض عليهم بالنواجذ، فإنهم كنوز لا يجب التفريط بهم أو هكذا الحكمة تقتضي .